سول وواشنطن تطلقان التهديدات بعد صاروخ كوريا الشمالية
واتفق رئيسا هيئتي الأركان المشتركة بالولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على الرد بقوة على أحدث صاروخ أطلقته كوريا الشمالية "لإظهار إرادة التحالف القوية بما في ذلك الإجراءات العسكرية" لكنهما لم يوضحا طبيعة الإجراءات العسكرية تلك.
وفي وقت لاحق، ذكرت تقارير إعلامية أن رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن أمر باستعراض قدرات بلاده العسكرية لـ "إظهار أن الجيش الكوري الجنوبي يستطيع أن يجهز على جارته في الشمال في حالة وقوع هجوم".
وفي إطار ردود الفعل الدولية، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا عاجلا حول كوريا الشمالية بعد ظهر اليوم في نيويورك، وذلك بعد اتفاق رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الأميركي دونالد ترمب على "تصعيد الضغوط على كوريا الشمالية".
وبعد مكالمة هاتفية استمرت نحو أربعين دقيقة مع ترمب، قال آبي إن الرئيس الأميركي كرر "الالتزام القوي للولايات المتحدة بنسبة 100% إلى جانب حليفتها اليابان بعد هذا التهديد غير المسبوق". كما شدد آبي على أهمية دور الصين وروسيا في حض كوريا الشمالية على "تغيير سياستها".
الموقف الروسي
وفي العاصمة الروسية موسكو، اعتبر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية أن المناورات التي أجرتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية "لعبت دورها في تحفيز بيونغ يانغ على إطلاق صواريخ جديدة مرة أخرى".
وعبّر ريابكوف عن قلق بلاده إزاء التطورات حول شبه الجزيرة الكورية، مشيرا إلى أن الوضع "يتجه نحو التصعيد".
وقال الدبلوماسي الروسي إن بلاده تتوقع ضغطا جديدا وعقوبات ضد كوريا الشمالية على إثر الإطلاق الصاروخي الأخير.
وفي أستراليا، أدان رئيس الوزراء مالكوم تيرنبول الإطلاق الصاروخي، ودعا الصين إلى استخدام نفوذها الاقتصادي "لإعادة كوريا الشمالية إلى رشدها بدون عمل عسكري".
أما وزيرة الخارجية جولي بيشوب فقالت إن بلادها مستعدة لدعم اليابان بعد "التهديد الصاروخي" من جانب كوريا الشمالية، ووصفته بأنه "تصعيد خطير للسلوك الاستفزازي لكوريا الشمالية".
المسار
وكانت كوريا الشمالية أطلقت صاروخا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، وحلق فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادي.
وقالت رئاسة الأركان المشتركة بكوريا الجنوبية إن الصاروخ أطلق بالقرب من العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ وقطع مسافة تزيد على 2700 كيلومتر، ووصل إلى أقصى ارتفاع ممكن لنحو 550 كيلومترا.
ونقلت وكالة كيودو اليابانية للأنباء نقلا عن مسؤولين حكوميين -لم تسمهم- أنه لم تجر أي محاولات لاعتراض الصاروخ، وأنه تحطم إلى ثلاثة أجزاء قبل أن يسقط في المحيط الهادي.
كما أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن بيونغ يانغ أطلقت الصاروخ الذي حلق فوق اليابان، مضيفة أنه لم يمثل تهديدا لـ أميركا الشمالية.
ودفع ذلك الإطلاق الصاروخي مشغلي السكك الحديدية في شمال شرقي وشرق اليابان إلى تعليق الخدمات مؤقتا.
ويأتي هذا في الوقت الذي تجرى فيه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات عسكرية سنوية مشتركة تستمر 11 يوما اعتبرتها بيونغ يانغ بأنها "مناورات حرب عدوانية طائشة".
وقال متحدث عسكري في بيونغ يانغ لوكالة الأنباء المركزية الرسمية بعد يوم من بدء التدريبات السنوية الأسبوع الماضي "سيكون هناك انتقام وعقاب لا يرحم".