الحوار الليبي استنفد دبلوماسية ليون وينتظر كوبلر
عبد العزيز باشا-طرابلس
ويتراوح رد الفعل الليبي تجاه هذا التغيير بين انتقادات واسعة لبرناردينو ليون الذي اعتبر البعض تغييره "خطوة في المسار الصحيح" لإنجاح الحوار الليبي وبين آخرين يرون غير ذلك.
وقال العضو السابق في فريق حوار مجلس النواب المنحل أبو بكر بعيرة "إن ليون عمق الهوة بين الأطراف الليبية الرئيسية بمنعها من الجلوس على طاولة حوار واحدة للتحاور بشكل مباشر، كما استعمل بعض الشخصيات التي كان يقحمها في جولات الحوار لفرض ما يريد، ومن ثم كان من الواجب استبداله بعد فشله في إقناع أطراف الحوار بالتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة الراهنة٬ وهو أمر أدركه الأمين العام للأمم المتحدة مؤخرا".
وأضاف أن "المبعوث الأممي الجديد الذي سيخلف ليون لا يجب أن يتعدى الدور المنوط بالبعثة الأممية والمتمثل في الإشراف على الحوار لا قيادته"، مؤكدا "ضرورة جلوس المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب المنحل على طاولة حوار واحدة للتوصل إلى اتفاق نهائي".
مقارنة
وغير بعيد عن الرأي السابق قال عضو اللجنة السياسية في المؤتمر الوطني العام عبد القادر أحويلي إن ليون "لم يكن يحاول الإصلاح" وأضاف أن المبعوث الأممي المقترح مارتن كوبلر "يملك خبرة أوسع من ليون وفي حال تسلمه العمل فعليا سيسعى إلى تطبيق قرار مجلس الأمن بالدخول في حوار ليبي بشكل جدي".
وتابع "المؤتمر سيحاول الضغط في الفترة القادمة من أجل عدم تجاوز البعثة الأممية صلاحياتها الموكلة إليها والالتزام فقط بالإشراف على عملية الحوار٬ ونقل الحوار إلى داخل الأراضي الليبية٬" وشدد على ضرورة "إعادة تقييم فريق البعثة الأممية لانتماء أغلبهم إلى دول داعمة مباشرة لمجلس النواب المنحل في طبرق٬ وتحديد الأطراف المشاركة في جلسات الحوار بشكل جيد ودقيق".
أما الكاتب الصحفي هشام الشلوي فتوقف عند الانتقادات التي تعرض لها ليون من طرفي الأزمة في البلاد طيلة الفترة التي قاد فيها الحوار السياسي الليبي التي بلغت حد وصفه البعض له بأنه "نصف شيطان"، وقال "هذه الانتقادات في مجلمها لم تستند إلى أمور تتعلق بإدارته للحوار، وإنما انطلقت من ذهنية شخصنة الوضع القائم، وعدم الانتباه إلى أن ليون يمثل مصالح الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي، وهذه الذهنية ترى ضرورة استبدال ليون لمعالجة مثل هذه الوضعية مع الاستمرار في الحوار من أجل خروجه بنتائج مرجوة".
وأضاف "في حال تعيينه خلفا لليون فإن كوبلر لن يبدأ من نقطة الصفر في إدارة الحوار السياسي، إلا أن هذا التغيير قد يسمح بتصفية الذهنية المصرة على سوء إدارة برنادينو ليون لملف الحوار" مؤكدا أن المبادئ الحاكمة للحوار "لن تتغير سواء بقي ليون أم رحل".