توجس بالضفة من فشل المصالحة
عوض الرجوب-الخليل
وبينما شكك مواطنون تحدثت إليهم الجزيرة نت في التوصل إلى مصالحة حقيقية نظرا لما عدوه مصالح وبرامج متضاربة لطرفي الانقسام، وعدم وجود مؤشرات على أرض الواقع، اكتفى آخرون بالتمني والدعاء بالتوفيق للطرفين، فيما فضل طرف ثالث وهم كثر عدم التصوير عندما عبروا عن رأيهم. وقال بعض هؤلاء إنهم لن يؤمنوا بالمصالحة إلا إذا توقفت الاعتقالات السياسية.
ولا يقتصر التشكيك في جدية المصالحة على الشارع العادي، بل شككت قيادات ذات وزن في إمكانية تحقيقها وطالبت بمجموعة خطوات تقول إنها تساعد في تهيئة الأجواء وإقناع الناس بأن هناك على الأرض مصالحة حقيقية.
مصالح وبرامج
لا يبدي المواطن محمد عمرو ثقة عالية بإمكانية المضي قدما في تنفيذ استحقاقات المصالحة على أرض الواقع، سواء في الضفة أو قطاع غزة، وذلك رغم اعتباره توقيع اتفاق المصالحة الشهر الماضي قرارا جريئا.
ويقول عمرو "على ما يبدو، فإن المصالح الشخصية تغلب على المصلحة الوطنية، والذي يدفع الثمن باستمرار هو المواطن الفلسطيني.. لهذا لست متفائلا بإمكانية النجاح مستقبلا".
ويصرّح بأن مصالح كل طرف والخطوط السياسية المتعارضة لكل من فتح وحماس "تجعلني أشك في أن يكون هناك قواسم مشتركة ترقى لمستوى التغلب على المصالحة الفئوية".
وكان الشاب محمد كرجة صريحا في التعبير عن رأيه حين قال إن المصالحة لن تحدث "فتح وحماس عقولهم ما بتفقنش (لا تتفق) مع بعض"، مضيفا أن أيا منهما لا يرغب في مقاسمة الآخر له حيث إن "اللي يسيطر على بير نفط ما بحب حد يقاسمه".
وأضاف "فتح تتحدث عن الثورة والمنظمة والمفاوضات والسلام، وهناك من يتحدث عن الحرب والمقاومة والثورة.. فش (لا توجد) مصالحة.. خليهم (غزة) في حالهم واحنا (الضفة) في حالنا".
وفيما اكتفى مواطنون باعتبار المصالحة مطلبا وطنيا يخدم الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، ذهب آخرون إلى التمني والدعاء بأن "تأتي الأخبار الجيدة ويتحقق التوافق".
ومقابل امتناع كثيرين عن الحديث للجزيرة نت، صرح بعضهم بخشيته من الاعتقال على خلفية رأيه.
أما المدون والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي محمد أبو علان فقد قال إن الشارع الفلسطيني يتطلع إلى خطوتين للثقة بجدية مساعي المصالحة، تشكيل الحكومة، وإجراء الانتخابات.
لكنه أضاف -استنادا لمتابعاته- أن السواد الأعظم من الناس لا يعرف شيئا عن تفاصيل ما اتفق عليه، وكيف ستطبق المصالحة عمليا، موضحا أن التفاصيل ظلت على الدوام مصدر خلاف بين جميع الأطراف.
انزعاج
لا تقتصر أجواء عدم الثقة والانزعاج على المواطن العادي، فعضو لجنة الحريات المنبثقة عن حوارات المصالحة خليل عساف أكد أنه لمس ذات الشعور من خلال مجموعة شكاوى واتصالات تلقاها تتعلق بالوضع في الضفة.
وأبدى في حديثه للجزيرة نت امتعاضه من استمرار الاعتقالات السياسية، وفي الوقت نفسه إنكار جميع الأطراف وجود معتقلين سياسيين، أو سن قوانين تجيز الاعتقال السياسي.
وقال إن الشارع يرى في وقف الاعتقالات السياسية والحرمان من الوظائف العمومية مدخلا مقنعا بوجود مصالحة حقيقية.
وخيمت قضية الاعتقالات السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي، كما انشغل البعض في عدّ الأيام المتبقية لانتهاء الأسابيع الخمسة التي يُفترض أن تفضي لحكومة توافق وطني.
ففي صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تحدث الوزير السابق القيادي في حماس وصفي قبها عن "حالة تغوّل أمني" تسود الضفة الغربية… جاءت محمومة وغير مسبوقة خلال الشهور الماضية في ظل أجواء تصالحية إيجابية"، مشيرا إلى ارتفاع وتيرة الملاحقات والاستدعاءات والاعتقالات.