10 نصائح رئيسية ليكون طفلك ملهما
وقد صار مكريفين، عميدًا لجامعة تكساس، كما أنه حاليًا كاتبٌ تحظى كتبه بأعلى المبيعات؛ إذ إن كتابه "رتب سريرك" (Make Your Bed)، اعتلى قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا. يعتبر كتاب مكريفين -الذي امتدحته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بين سطورها قائلة إنه "كتاب يلهم أطفالكم وأحفادكم كي يصيروا كل شيء يستطيعونه"- كتابًا قصيرًا وسهلًا للقراءة -فهو يتكون من 144 صفحة فقط- ومحفزًا بقوة. إليكم النصائح العشر الرئيسة في الكتاب.
لكن مكريفين تعلّم ما الذي يعنيه ذلك حقًّا بعد سنوات من التدريب، عندما كان قائدًا رفيع المستوى وتعرض لإصابة شديدة في حادث مِظَلّي، إذ يعود الفضل إلى جميع الناس الذين أجبروه على أن يؤمن بنفسه وأن يسترد عافيته وينقذ حياته المهنية؛ بدءًا من زوجته ومرورًا بالأصدقاء الذين زاروه والأميرال الكبير الذي ساعده في التوجه بأشرعته نحو البيروقراطية البحرية. يذكر مكريفين في السطور التي كتبها "لا يمكنك التجديف وحدك. ابحث عن شخص ما لتشارك حياتك معه. كوّن صداقات بقدر الإمكان، ولا تنس أبدًا أن نجاحك يعتمد على الآخرين".
تحدث مكريفين في خطابه بتكساس عن احترامه لطاقم متدربين شديدي الصلابة في قوة "نيفي سيل"، كان أطولهم يبلغ طوله مترًا و65 سنتيمترًا. يتحدث القائد المتقاعد في كتابه "رتب سريرك" عن مقابلة أحد أكثر أفراد قوة "نيفي سيل" حصولًا على الأوسمة خلال حرب فيتنام؛ فهو رجل صغير الحجم حصل على "وسام الشرف" وذهب خلف خطوط العدو أكثر من مرة كي ينقذ مجموعة من رجال سلاح الجو أُسقطت طائرتهم.
قبل أن يعرف مكريفين مَن كان هذا الرجل، لم يتخيله في عقله هكذا بسبب حجمه الصغير. إذ يقول إن ذلك كان خطأً "فالأمر لا يتعلق بحجم الزعانف التي ترتديها، بل حجم قلبك وحسب".
يذكر مكريفين في سطور كتابه إن المدربين كانوا دومًا يعاقبون الطلاب على المخالفات الصغيرة خلال تدريب قوة "نيفي سيل" بمدنية سان دييغو، أو حتى بدون وجود مخالفات؛ وذلك بأن يُطلب منهم الركض مرتدين مُهماتهم كاملةً إلى داخل المحيط الهادئ، ثم التدحرج بأجسادهم على الرمال حتى تبدو مثل "كعكة السكر". ونتيجة لذلك، قد يواجهون يومًا مرهقًا، والشعور بالبرد، والبلل، وامتلاء أجسادهم بالرمال.
وجه أحد المدربين الذين عاقبوا مكريفين ذات مرة سؤالًا إليه قائلاً "هل لديك أي فكرة لماذا أنت كعكة سكر في هذا الصباح؟ لأن.. الحياة ليست عادلة، وكلما أسرعت في تعلم ذلك، ستصير أفضل حالًا". وفقًا لما يذكر مكريفين في سطور كتابه فإن الحياة تكون أحيانًا سيئة ليس بسبب خطأ ارتكبتَه بنفسك. وأنجح الأشخاص بيننا هم من يتقبلون الأمر، ويكملون طريقهم رغم ذلك.
كان العقاب معروفًا باسم "السيرك" ولم يكن هناك أي نوع من المرح. لكن شيئًا مرحًا حدث، إذ يكتب مكريفين: على الرغم من أن السيرك كان من الممكن أن يكسرهما، فإنه جعله وزميله المتدرب الآخر في فرقة "نيفي سيل" أقوى. وفي النهاية، صارا أفضل سباحين في صفهما.
كما يتحدث -أيضًا- عن حالة أخرى قادته فيها نفس العزيمة ليتجرأ جرأة شديدة ويصدر قرارًا محفوفًا بالمخاطر بإنقاذ مساجين في العراق عن طريق المروحيات. نجحت المهمة، إلا أن العزيمة على ركوب المخاطر تعني معرفة أنك عُرضة لأن تفشل على الأقل في بعض المرات.
يكتب مكريفين "الحياة كفاح، واحتمالية الفشل تكون حاضرة دائمًا؛ لكن الأشخاص الذين يحيَوْن خائفين من الفشل أو المصاعب أو الإحراج، لن يحققوا قدراتهم. فبدون الدفع بحدود إمكاناتك، وبدون الانزلاق إلى أسفل من حين لآخر ورأسك في المقدمة، وبدون الجرأة الشديدة، لن تعرف أبدًا ما هو الممكن حقًا في حياتك".
يكتب مكريفين "في هذه الحياة، كي تحققوا أهدافكم، وكي تنافسوا في سباحة الليل، سيكون عليكم أن تكونوا رجالًا وإناثًا ذوي شجاعة كبيرة. تكمن هذه الشجاعة داخلنا جميعًا. نقبوا عنها تنقيبًا عميقًا وسوف تجدونها بوفرة".
يعتبر هذا الأمر مخيفًا للغاية. لكن مكريفين يذكر أن اللحظات الحقيقية للنهوض من أجل هذا الظرف أتت لاحقًا، عندما كان يقود جنودًا وأفرادًا من قوة "سيل" وكان عليه أن يشاهد ردة فعل الرجال تجاه موت بعض رفقائهم في السلاح.
يكتب مكريفين "في نقطة ما، سوف نواجه جميعًا لحظة سوداء في حياتنا. إن لم يكن رحيل أحد أحبائنا، سيكون إذن شيئًا آخر يحطم معنوياتنا ويتركنا نطرح أسئلة حول مستقبلنا. في هذه اللحظة السوداء، عليكم سبر أغوار أنفسكم وعليكم أن تكونوا أفضل ما أنتم عليه".
وبعد سنوات عديدة، يتذكر مكريفين فقدان بعض الجنود في معركة ما، ورؤية المثال الذي قدمه لواء بقوات المارينز يدعى جون كيلي عندما قابل عائلات الجنود الذين سقطوا. جاء الرابط بين العائلات وبين اللواء من جراء المأساة التي خَبَرَها هو شخصيًّا، إذ إن ابنه قُتل في أفغانستان.
يكتب مكريفين "بدون أن يدري ذلك حتى، منح جون كيلي أملًا لمن حوله. إنه الأمر الذي يمكّننا حتى في أسوأ الأوقات من النهوض فوق الألم والأسى والإحباط، وأن نكون أقوياء.. إن الأمل هو القوة الجبارة في هذا الكون".
في اليوم الأول من التدريب، أخبر أحد المدربين مكريفين وزملاءَه أن هدفه هو دفعهم لأن يدقوا هذا الجرس؛ لكنه قال لهم أيضًا "إن استقلتم، سوف تندمون على ذلك بقية حياتكم. إذ إن التخلي لا يجعل الأمور أسهل على الإطلاق".
يركز مكريفين على إحدى المناسبات على وجه الخصوص عندما صار هذا الدرس جليًّا حقًّا نصب عينيه، حينما أُصيب جندي عمره 19 عامًا وهو تحت قيادته في معركة وفقد كلتا ساقيه. وبعد عام من هذا الحادث، كان الجندي لا يزال في الخدمة ولم يغادر على الإطلاق، كانت ساقاه الصناعيتان تختفيان تحت بنطال بزته الرسمية.
يقول مكريفين في سطور كتابه "تمتلئ الحياة بالأوقات الصعبة؛ ولكن يوجد دومًا شخص ما يملك أوقاتا أصعب من أوقاتك الصعبة… لا تفكر مطلقًا في أن تدق الجرس".
_________________________________
المقال مترجم عن: الرابط التالي